“جوانتانامو” الاسم الأكثر غموضا وكثيرا ما أثار علامات الاستفهام نظرا لاحتوائه أسرارا بعضها لم يكشف بعد رغم مرور 23 عاما على افتتاحه ويقع خارج الحدود الأمريكية، وذلك في أقصى جنوب شرق كوبا، على مسافة حوالي 90 ميل عن فلوريدا في خليج جوانتانامو، ولا ينطبق عليه أي من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذي جعل منظمة العفو الدولية تقول أن معتقل جوانتانامو الأمريكي يمثل همجية هذا العصر.
احتجزت وزارة الدفاع الأمريكية به مئات السجناء، الذين اعتقلتهم القوات الأمريكية وحلفاؤها في الحرب على الإرهاب ومع دخول المعتقل عامه الرابع والعشرين، لم يتبقَّ في المعتقل سوى 15 سجينًا.
المحتجزون
تم نقل جميع السجناء، باستثناء ثلاثة منهم، إلى جوانتانامو من شبكة السجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية، حيث احتجزت إدارة بوش من اعتبرتهم “أسوأ الأسوأ” حتى عام 2006.
ويتراوح أعمار السجناء بين 45 و63 عامًا، غالبيتهم من دول أفغانستان، إندونيسيا، العراق، ليبيا، باكستان، الصومال واليمن و الروهينجا.
خمسة منهم متهمون في قضية أحداث 11 سبتمبر 2001، بمن فيهم خالد شيخ محمد، المتهم بتخطيط الهجمات.
يعد علي حمزة البهلول أقدم السجناء في المعتقل وقد نُقل إلى المعتقل من أفغانستان في يوم افتتاحه، بعد أربعة أشهر من هجمات 11 سبتمبر 2001.
وبالنسبة لأسباب عدم إغلاق المعتقل ، فإن السبب الرئيسي هو الكونجرس، حيث يصدر سنويًا تشريعات تمنع نقل أي معتقل من جوانتانامو إلى الأراضي الأمريكية لأي سبب.
كما تعارض وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) نقل السجناء الذين لديهم معلومات سرية تتعلق ببرامج اعتقالهم وتعذيبهم كما أن العديد من السجناء لم يتم توجيه تهم رسمية لهم أو محاكمتهم، لكن يتم الاحتفاظ بهم كـ”مقاتلين أعداء”، وهذا يعني أن المحاكم الأمريكية لن تقبل باستخدام الأدلة التي تم الحصول عليها تحت التعذيب.
وقد خلصت إدارة أوباما إلى أنه لا يمكن الإفراج عن الجميع، وأن إغلاق المعتقل يتطلب استمرار احتجاز بعض السجناء في ظروف مشابهة داخل الولايات المتحدة.
كلفة التشغيل
لا يوجد رقم محدد للتكاليف المرتبطة بالمعتقل، لكن وفقًا لدراسة أجرتها صحيفة نيويورك تايمز عام 2019، قُدرت التكلفة بأكثر من 13 مليون دولار سنويًا لكل سجين و كان وقتذاك هناك 40 سجينًا وطاقم من 1800 فرد يعملون بالمعتقل.
تشمل التكاليف: البنية التحتية، الأمن، المحاكم العسكرية، والموارد البشرية (الجنود والعاملون المدنيون).
وقد ارتفعت التكاليف مع مرور الوقت بسبب الشيخوخة والأمراض التي يعاني منها السجناء، مما يتطلب خدمات طبية متطورة.
وهناك خطط لنقل بعض السجناء إلى دول أخرى، لكن ذلك يواجه تحديات قانونية وإنسانية، وقد تعرض 12 من السجناء الحاليين للتعذيب في سجون “المواقع السوداء” التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية قبل نقلهم إلى غوانتانامو.
ساهمت هذه الممارسات (مثل التعرض للإيهام بالغرق والضرب والحرمان من النوم) في تأخير محاكماتهم، حيث ركزت الجلسات الأولية على آثار التعذيب وكيفية تعامل المحاكم معه.
لعل أبرز مثال على ذلك هو خالد شيخ محمد (المتهم بتخطيط هجمات 11 سبتمبر) الذي لا يزال في مرحلة ما قبل المحاكمة منذ أكثر من عقد بسبب نزاعات حول التعذيب وأثره على قضيته.
تاريخ سيئ
يعرف معتقل جوانتانامو بأنه سيئ السمعة، وقد بدأت السلطات الأمريكية باستخدامه عام 2002، وذلك لسجن من تشتبه في كونهم إرهابيين.
وتعود فكرة المعتقل إلى ما عام 2001 حين أنشأ الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش محاكم عسكرية استثنائية لمحاكمة من وصفهم “بالمقاتلين الأعداء”
وفى 11 يناير من عام 2022 وصل أول سجين إلى معتقل جوانتانامو وفى 7 فبراير من نفس العام أًصدر بوش مذكرة رئاسية تنص على أن معتقلي تنظيم القاعدة و”مقاتلين أعداء” آخرين لا يخضعون لاتفاقيات جنيف، لكن ينبغي معاملة المعتقلين بطريقة إنسانية.
الديمقراطيون فى الولايات المتحدة كان لهم رأى آخر فيما يتعلق بجوانتانامو فقد أمر الرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما فى عام 2009 بإغلاق المعتقل، لكنه قال إن ذلك لا يمكن أن يتم فى الثلاثة أِشهر الأولى من حكمه كما أمر بتعليق المحاكمات في معتقل جوانتانامو لمدة 120 يوما.
وفى وقت لاحق تمت إعادة معظم السجناء إلى أوطانهم أو إلى دول طرف ثالث، مما أدى إلى انخفاض عددهم.