في الميدان والشهوان.. “وحش داعش” يُطارد السُكان (صور)

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

2025-01-22T20:00:31+00:00

شفق نيوز/ تضم كنائس تاريخية ومسجدان عريقان أحدهما يعود
بناؤه للعام الهجري السادس عشر، تعرّضت جميعها لاضرار فادحة خلال سيطرة داعش على
الموصل، هنا في حي “الميدان والشهوان” أشهر أحياء الموصل القديمة، ويقعان
إلى الجنوب من محلة رأس الكور وإلى الشرق من محلة باب النبي يونس وإلى الشمال من
محلة باب الطوب.

اشتهرت منطقة الميدان سابقا بوجود سوق يختلف عن سوق
الموصل الكبير، فيما عمل سكانها بصيد السمك وصناعة الخزف، لكن ورغم مضي أكثر من 7
سنوات على تحرير الموصل، ما تزال الميدان والشهوان على حالهما من الخراب والجمار.

وبدل الإعمار واعادة التأهيل، عمدت الحكومات المحلية
السابقة في محافظة نينوى الى تجريف هاتين المنطقتين ومنع السكان من بناء منازلهم
لاسباب غير معروفة

طال الدمار وفق الناشط الموصلي محمد غصوب، منطقتي الميدان
والشهوان بنسبة تزيد على 60%، وبعد عمليات التحرير، اكتمل دمارها بنسبة 90% بسبب
تجريفها من قبل المحافظ الأسبق نوفل العاكوب.

وخلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أوضح غصوب، أن منطقة
الميدان والشهوان تضمان عددا كبيراً من العائلات، ويبلغ عدد المسجلين منهم  للحصول على تعويضات نحو 85 ألف مواطن.

لم تعط الحكومة المحلية اي نتائج تتعلق بمصير سكان هاتين
المنطقتين، فيما لم تتجاوز نسبة  من حصلوا
على تعويضات من المتضررين سوى 12 بالمئة فقط حتى الان، وفضلاً عن ذلك لم تسمح
السلطة المحلية للمواطنين بإعادة بناء منازلهم على نفقاتهم الخاصة.

وأشار الغصوب، الى ان المحافظ الاسبق منصور المرعيد، طرح
فكرة إستثمار الأرض وانشاء مجمعات سكنية وفنادق وواجهه نهرية لكن لم يتم الاتفاق
على ذلك حتى الان، ومذ شهر وخلال زيارة رئيس الوزراء الى محافظة نينوى، تم وضع حجر
اساس للواجهة النهرية تمهيداً لوضع الحجر الأساس لإعمار منطقتي الميدان والشهوان.

ووفق الناشط، تسلمت احدى الشركات الاستثمارية هاتين
المنطقتين قبل سنتين من اجل اعادة اعمارهما دون ان يتم البدء بالعمل حتى الان.

ويتوزع سكان منطقتي الميدان والشهوان حالياً على عدد من
مناطق واحياء الموصل، بعد أن فقدوا منازلهم واصبحت أطلالا، وهو امر غير مقبول،
يقول غصوب، وثمة إهمال متعمد يثير الغرابة ويضع علامات استفهام كبيرة، لان
المنطقتين تحملان شواهد تاريخية واثرية، ومنها اقدم جامع في الشرق الاوسط وهو جامع
المصفى الذي بنى عام 16 هجرية، وجامع شيخ الشط الذي يمتد عمره الى 900 عام ، اضافة
الى كنيسة الطاهره التي يبلغ عمرها 800 عام ، ومعالم اسلامية مسيحية اخرى.

وتبرر الحكومة المحلية عدم تأهيل هذه المنطقة واعادة
اعمارها طيلة السنوات التي تلت عمليات التحرير بوجود مشاكل كثيرة.

ووفق عضو مجلس محافظة نينوى احمد العبد ربه، فإن منطقتي
الميدان والشهوان من المناطق القديمة في مدينة الموصل، ويعود بناؤها إلى نحو مئتي
عام.

وقال العبد ربه، لوكالة شفق نيوز، إن هذين الحيين مكتظان
وقُسمت مساحة البيت الواحد 150 متراً الى 3 بيوت سعة كل بيت 50 متراً، وبسبب قدم
الابنية وتعرضها للدمار من قبل داعش، سُويت البيوت مع الارض تقريباً، كما وأن
فقدان الكثير من اصحاب البيوت سندات العقار تسبب بمشكلات عديدة.

ووصف وضع حجر الاساس للواجهة النهرية في منطقة الشهوان
المطلة على نهر دجلة، بأنه بادرة طيبة تمهد للبدء بعمليات الاعمار والتأهيل، بعد
التغلب على جميع المشكلات والمعوقات، مؤكداً أن “لجنة السياحة في مجلس
المحافظة ستبذل جهوداً في الاهتمام بجذب السائحين الى الواجهة النهرية كونها تعد
من المناطق السياحية والتاريخية”.

وخلّفت العمليّات العسكرية لتحرير الموصل من قبضة داعش،
دماراً هائلاً وضحايا لم تسعهم إحصائية دقيقة، إلا أن التقديرات تشير إلى مقتل
وإصابة وفقدان عشرات الآلاف من المدنيين، ومنهم من قضى تحت أنقاض البيوت، ولم يترك
داعش المنطقة قبل أن يقوم بتفخيخها.

وفي عام 2019 تدخلت الأمم المتحدة لازالة الالغام بآليات
وجرافات ثقيلة من منطقتي الميدان والشهوان، ورفض السكان عملية الهدم، لكن الجرافات
لم تتوقف إلّا بعد ردمها عدداً كبيراً من البيوت.

وعلى الرغم من توفر سند يثبت عائدية المنزل، إلا أن
المواطن شهاب أحمد يقول انه لم يحصل على تعويضات عن دمار منزله ولم تسمح له
الادارة المحلية بناء بيته على نفقته الخاصة.

وأكد أحمد، خلال حديثه للوكالة أنه مهجر وعائلته منذ
سنوات طويلة في أحد أحياء مدينة الموصل، ويعاني من الضائقة المالية بسبب الايجار
وغلاء المعيشة، وكان ينتظر الحصول على التعويضات عن دمار بيته، بعد أن قدم جميع
المستمسكات المتعلقة بالحصول على التعويض ولكن دون جدوى.

وتابع: “قدمت طلباً لإدارة المحافظة، من أجل بناء
منزلي على نفقتي الخاصة ولم احصل الا على هامش من كلمة واحدة هي (لا يجوز)، من دون
ذكر الأسباب”.

وشهدت هذه المنطقة الواقعة في ايمن الموصل مؤخراً مناقشات
حول آلية إعادة بنائها بشكل يتناسب وبنائها القديم بغية الحفاظ على هويتها التاريخية.

وفي هذا الصدد، ذكر رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة
نينوى، محمد كاكائي لوكالة شفق نيوز، أن الحكومة المحلية تصر على ان يكون البناء
على الطراز القديم”.

وأضاف كاكائي، أن “البيوت القديمة صغيرة، وهناك توجه
لبناء 120 داراً في منطقة الشهوان على وفق الطراز القديم، وبعد الانتهاء من هذه
المنطقة سيتم الانتقال الى منطقة الميدان والمناطق الأخرى تباعاً”.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً