2025-01-29T16:18:49+00:00
شفق نيوز/ مع تنوع المحاصيل الزراعية وما يقوم به المزارعون والفلاحون في عموم محافظات العراق، من استصلاح الأراضي والعمل الشاق في هذه المهنة، والتي تفتقر أحياناً إلى الدعم الحكومي والاهتمام اللازم من الجهات المعنية.
ويبدعُ المزارع حسن الموسوي من محافظة القادسية بإنشاء مزرعة للفطر هي الأولى نوعها في المحافظات الجنوبية والوسطى والتي أخذت 15 سنة من عمره في تعلمها واتقانها وإنشاء مسلتزماتها ليصبح بعد ذلك إسماً لامعاً في زراعة و انتاج “الفطر النباتي” و بجهود ذاتية خالصة.
الاجتهاد في العمل
يروي الموسوي تفاصيل نجاحه في إنشاء مزرعة للفطر وتطورها في مراحل عدة خلال مقابلة خاصة أجرته معه وكالة شفق نيوز، وهو إبن قضاء عفك (عفج) في محافظة الديوانية يعمل سابقاً مقاولاً في أعمال البناء حتى راودته فكرة إنشاء المزرعة في نهاية عام 2009 ليبدء رحلته الشاقة في طريق طويل من التعلم و الإبداع.
بدأت رحلته في 7 سنوات من التجارب التي باءت أغلبها بالفشل بذل فيها معانات كبيرة للوصول إلى حلمه الذي يطمح إليه ومنها متاعب إنشاء آلات الإنتاج والغرف الخاصة بالمواد الكيمياوية حتى تأتي بعدها لحظة النجاح لتزهر مزرعته بأولى براعم الفطر التي استمرت طويلاً حتى ظهرت لتغير حياته بشكل ينفرد به و يتميز في الأسواق المحلية.
الإنتاج والتطوير
يؤكد الموسوي أن العمل على قبل 15 سنة بشكل رسمي مصادق عليه من وزارة الزراعة كـ أول مزرعة فطرٍ في العراق وتطورت بمرور الزمن لتصبح هي الأكبر من نوعها والأكثر تقدماً وانتاجاً، وأنشأت بجهود شخصية من قبله ومن دون أي دعم حكومي يذكر أو رعاية زراعية لدعم المزارعين والمطورين لهذا العمل بما يواكب التقدم الزراعي الحاصل في دول العالم المتقدمة.
ويوضح إن المزرعة تتكون من 3 غرف رئيسية الأولى غرفة التحضير وهي خاصة بمرحلة التخمير (الكومبوس) المتكونة من مواد كيميائي تحضر من مخلفات الدجاج والتبن وبورك البناء ومادة اليوريا الكيميائية والماء وبنسب معينة تخلط بشكل مدروس لتصل إلى مرحلة انتاج المادة المطلوبة.
ويتابع إن الغرفة الثانية تسمى بالبسترة وهي خاصة بتعقيم الكومبوس الناتج من الغرفة السابقة و تبقى بها المادة من 6 أيام إلى 8 بدرجات حرارة متفاوتة تبدء من 62° إلى 54° لينتقل بعدها إلى المرحلة الثالثة وهي مرحلة التحضين وتستقر بها المادة لما يقارب 20 يوم حتى تبدء بانتاج الفطر بشكل حبوب بيضاء صغيرة تكبر بمرور الوقت لتصبح فطر ناضج صالح للاستخدام البشري.
انتاج البذور
يوضح الموسوي أن الحصول على البذور اللازمة للإنتاج من أصعب مراحل العمل ولا يتقن صناعتها إلى من تمرس بها وعرف أسرارها، وحصلت على المساعدات الإرشادية عبر التعاون مع المزارعين العرب مثل الأستاذ جمال جحجاج الأردني والذي ساهم كثيراً بتطوير هذه المرحلة.
ويؤكد إن المنتديات العربية مهمة جداً في التعاون وتبادل الخبرات وهذا ما يفتقر إليه العراق بسبب غياب الدعم الحكومي وعدم انتشار هذه المهنة و صعوبتها، ويتم انتاج البذور عبر سحب عينة من قلب الفطر ويتم تنميتها عبر بيئة معينة ومواد كيميائية خاصة ليتم مكاثرتها والاستفادة منها بالزراعة أو بيعها في السوق للمزارعين.
التسويق
في هذا الصدد، يوضح المزارع حسن الموسوي، أن عملية التسويق تبدء بعد إكمال مراحل نضج الفطر ليغلف بطرق حديثة ويجهز لإرساله إلى المحافظات العراقية، ولكن حاجة السوق الفعلية تحتاج إلى المزيد من المزارع ليتم تغطيها وهذا الأمر لابد أن تلفت إليه الحكومة في تطويره والاهتمام به، والأسواق الآن يغزوها الفطر الإيراني وبأسعار رخيصة تجعل المنتوج العراقي ضعيف أمام المستورد و لك ما ننتجه من فطر يعتبر من أجود الأنواع ولا يمكن مقارنته بأي نوع آخر يتم استيراده.
ويضيف إن سعر الكيلو غرام الواحد 5 آلاف دينار عراقي، أغلبه يسوق من داخل المزرعة بسبب موقعها الجغرافي بين المحافظات الوسطى والجنوبية، والفائض منه يباع بشكل مباشر في مراكز البيع المخصصة ومغلف بصناديق تزن 7 كيلوغرام.