إرث قديم يتوارثة الأجيال.. صناعة “السدد الغاب” فى قرى الدقهلية.. تستخدم فى أسقف المنازل والغرف الفلاحى فى الأراضى الزراعية وديكور فى المدن السياحية… عم فايز يحكى رحلة 63 عاما مع الصنعة: تعلمتها على يد والدى

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!


 


إرث قديم منذ مئات السنين، تتوارثه الأجيال عام بعد عام، وجيل وراء جيل، لتستمر صناعة تراثية من أصول أجدادنا فى الريف المصري، حيث صناعة “السدد الغاب” التى يبحث عنها الكثير حتى وقتنا هذا، حيث تستخدم فى أغراض عديدة ومتنوعة.


وتعتمد هذه المهنه على أيدى أبناء القرى والريف فى مصر، فهناك أماكن قليلة هى التى يصنع فيها مثل هذه السدد وتعتمد كليا على الريف والأرض الزراعية، حيث تتواجد كميات الغاب التى تستخدم فى الصناعة لذلك فهى غالبا تتواجد فى المناطق الريفية.


اثناء-صناعة-سدة-غاب


مهنة الأجداد تتوارثها الأجيال


يقول عم فايز أحد مصنعى “السدد الغاب” فى إحدى قرى الدقهلية، والبالغ من العمر 63 عاما، إن هذه المهنه قديمة جدا ونعرفها من أجدادنا وأباءنا، حيث شاهدت أبى وكثير من رجال القرية يعملون بها منذ طفولتي، لذلك أستمر بها إلى وقتنا هذا حبا فيها وتخليدا للذكريات مع أبي.


واستكمل كنت طفلا صغيرا، ورأيت أبى يعمل فى صناعة “السدد الغاب” وكنت أقف بجواره وأستمتع وانا اشاهده أثناء عمله يوميا فى هذه المهنه، والكثير من رجال القرية كانوا يقومون بصناعة السدد حتى تربينا جميعا بينهم على هذه المهنه، التى تعد استغلالا للوقت بالنسبة لهم فى ذلك الوقت، حيث يعملون فى الزراعة وفى أوقات فراغهم يعملون فى صناعة السدد وتجهيزها لمن يرغب فى شرائها.

الخيط-البلاستيك-المستخدم-في-ربط-الغاب
الخيط-البلاستيك-المستخدم-في-ربط-الغاب


العمل فى الزراعة وحصاد ” الغاب “


واستكمل العم فايز، الجميع يذهب للعمل الطبيعى بالنسبة لنا فى القرية، وهو العمل فى الزراعة داخل الأراضى الزراعية بالقرية، وبعد الإنتهاء من العمل يقوم المزارعين من أهل القرية، بالبدء فى جمع وحصاد “الغاب” الذى يستخدم فى صناعة ” السدد الغاب”، ويكون متواجد على “الجسور”، وهذا مسمى معروف لدى المزارعين، ويقصد بالجسور ” أطراف الأراضى الزراعية وجانبى الترع التى تستخدم فى رى الأراضى الزراعية.


ويستخدم المزارع آله يدويه فى جمع وحصاد الغاب، ويطلق عليه “الشقرف” لدى المزارعين، حيث يستخدم فى الكثير من الأعمال الزراعية، بعدها يبدء فى جمع كميات “الغاب” على بعضها البعض، ثم تحميلها من خلال العربة الكارو ونقلها لمكان التجميع الذى يعمل به كل شخص، حيث يقوم بجمع كميات كبيرة تمكنه من العمل لفترة طويلة فى صناعة ” السدد الغاب “.

السدد-الغاب-تستخدم-في-اسقف-الغرف-والمنازل-الفلاحي-وديكور-حديث
السدد-الغاب-تستخدم-في-اسقف-الغرف-والمنازل-الفلاحي-وديكور-حديث


موسم حصاد “الغاب” والتخزين على مدار العام


وأكمل أحد مصنعى ” السدد الغاب” ألفلاحي، البعض يعتقد أن الغاب متاح أمامنا طوال الوقت، بالعكس تماما ” الغاب” له فترة فى التواجد والحصاد، وننتظر هذا التوقيت من كل عام لبدء الحصاد من الأراضى الزراعية، والبدء فى التخزين للعمل على مدار العام فى صناعة السدد من خلال الكميات التى قمنا بتجميعها وتخزينها.


وتكون ألفترة المناسبة للحصاد والتخزين هما شهرى أغسطس وسبتمبر، حيث يعدا موعد الحصاد المثإلى “للغاب” ونقوم فيهما بحصاد وجمع أكبر كمية ممكنه، لنستكمل العام ولدينا مخزون من الغاب يمكننا من الإستمرار فى الصناعة باقى أشهر العام وتواجد السدد بصفة مستمرة أمام الراغبين فيها والباحثين عنها فى أى وقت.

صناعة-السدد-في-الدقهلية
صناعة-السدد-في-الدقهلية


خيط بلاستيك وحجارة والعمل منذ الساعات الأولى من الصباح


ويستقيظ العم فايز فى الساعات الأولى من كل يوم، حيث يتواجد فى مكان صناعته فى تمام السادسة من صباح كل يوم، حيث يبدء فى تقليم كمية من الغاب الذى تم تجميعه وتخزينه ويضعه بجانبه، ليستعد بعدها لبدء تصنيع كميات السدد والتى تستغرق الوأحدة منها مدة ساعتين متتاليتين للإنتهاء من تصنيعها.




وتعتمد صناعة “السدد الغاب” من 3 أشياء وهما حيث يستخدم صانع “السدة الغاب” خيط بلاستيك، وحجارة، وغاب، ويقوم الصانع بعمل مجموعات من الخيط البلاستيك على الحجارة، لتكون جاهزة للعمل أثناء صناعة “السدة الغاب ” تظهر الخيوط فى شكل كرات دائرية، يضعها الصانع على مسافات متفأوته أثناء صناعة السدة، حيث يتم وضع الكرات على مسافة 30 سم أو حسب المسافة التى يحددها كل صانع اثناء صناعته للسدة الغاب.

عم-فايز-63-عاما-ومستمر-في-صناعة-السدد-الغاب-البلدي
عم-فايز-63-عاما-ومستمر-في-صناعة-السدد-الغاب-البلدي


أسقف البيوت الريفية وديكور فى أماكن سياحية


وأختتم العم فايز حديثه، هذه السدد يكون الإقبال عليها فى فصل الشتاء أكثر، ويعد ذلك هو الموسم بالنسبة لنا، حيث تستخدم فى عمل الأسقف فى الغرف والمنازل الريفيه، وتحديدا الغرف الموجودة فى الأراضى الزراعية، التى يستخدمها المزارعين فى تخزين أدواتهم المستخدمه فى الزراعة داخل هذه الغرف، اضافة لأخذ جانب من الراحة داخل هذه الغرف أثناء فترة العمل والتواجد فى الأرض الزراعية.


وهناك جانب آخر من إستخدام هذه السدد، حيث يأتى البعض الينا بحثا عنها لإستخدامها كنوع من الديكور فى الأماكن السياحية، وأماكن التصوير ” السيشن” كديكور فى بعض المناطق التى تدل على الريف والحياة البسيطة القديمة، التى تحمل كثيرا من الذكريات لدى الجميع، لتضيف ” السدد الغاب” طابعا وشكلا مميزا للمكان الذى تستخدم فيه كديكور، لذلك أنا أستمتع وأحب هذه المهنه كثيرا، فهى تحمل كثيرا من الذكريات لصانعها قبل الراغب والباحث عنها.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً