“أسوأ فكرة منذ غزو العراق”.. خبراء يقيمون خطة ترامب “المجنونة” حول غزة

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

2025-02-06T11:43:42+00:00

شفق نيوز/ ذكرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، أن خطة الرئيس دونالد
ترامب بشأن السيطرة على غزة وتهجير سكانها إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وتحوليها
إلى ما يشبه “ريفييرا الشرق الأوسط”، من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة
وتعزيز أمن إسرائيل، أثارت الكثير من الجدل والنقاش بين الخبراء حيث وصفها أحدهم بأنها
“الفكرة الأسوأ” منذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وبعدما قال التقرير الأمريكي، الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، إن خطة ترامب
أثارت معارضة مصر والأردن خشية أن تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة، بالإضافة إلى المعارضة
الدولية القوية التي ظهرت إزاء الخطة، نقل التقرير عن البروفيسور في الجامعة الأمريكية
في واشنطن، روبرت غولدمان، قوله إن خطة ترامب لن تنجح، وهي تمثل انتهاكاً للعديد من
قواعد القانون الدولي.

وأضاف أن واشنطن لا تعترف بفلسطين كدولة، لكن هناك 143 دولة أخرى في العالم
تعترف بها.

ونقل التقرير عن غولدمان قوله إنه في حال استخدمت الولايات المتحدة القوة
العسكرية للسيطرة على غزة، فأنها ستتحول إلى “قوة احتلال” بموجب قوانين الحرب،
في حين سيمثل النقل القسري لسكان غزة إلى دول ثالثة، “جريمة حرب خطيرة”،
وبالنظر إلى حجم هذا التهجير، فأنه سيكون بمثابة “جريمة ضد الإنسانية”.

وبحسب غولدمان، فأن مثل عملية “التطهير” هذه في غزة، بإمكانها
أن تصل إلى مستوى “الإبادة الجماعية”، وستكون عواقب ذلك “كارثية”
بالنسبة لمكانة الولايات المتحدة في العالم، التي ستتحول إلى “دولة منبوذة”.

ونقل التقرير عن أستاذ العلوم السياسية في كلية وينبيرغ الأمريكية، إيان
هيرد، قوله إن خطة ترامب تمثل “أسوأ فكرة في السياسة الخارجية الأمريكية منذ غزو
العراق”، واصفاً التحرك الأمريكي بأنه “أحمق وغير قانوني ونتائجه ستكون عكسية”،
والاستيلاء على الأراضي بالقوة وطرد السكان هي من “جرائم الحرب، وبمثابة تطهير
عرقي”.

وبحسب هيرد، فأن البيت الأبيض في عهد ترامب يتصرف كأنه يريد من الولايات
المتحدة أن تحذو حذو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في غزو أوكرانيا، في وقت شاهد معظم
العالم أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان بمثابة كارثة للجميع، مشيراً إلى أنه “يبدو
أن إدارة ترامب تعتبره نموذجاً للسياسة الخارجية الأمريكية”.

ونوه هيرد بحسب التقرير، إلى أن أي شخصية ضمن حكومة الولايات المتحدة،
تشارك في التخطيط لمثل هذه الأعمال “ستكون عرضة للمحاكمة الجنائية بتهمة التآمر
لارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”، مذكّراً بأن “محاكمات نورمبرغ”
بعد الحرب العالمية الثانية، ركزت على هذه الجرائم بشكل محدد، وصدرت أحكاماً على العديد
ممن أدينوا بالإعدام لتورطهم في ذلك.

ونقل التقرير عن الدكتور في جامعة جورج تاون الأمريكية، دانييل بايمان،
قوله إن خطة ترامب “ستواجه معارضة شديدة من حلفاء الولايات المتحدة في العالم
العربي، حيث لا يرغب أي منهم في استقبال أعداد كبيرة من الفلسطينيين”.

وبالإضافة إلى ذلك، لفت بايمان إلى أن الخطة تتطلب استثماراً اقتصادياً
أمريكياً كبيراً ووجوداً عسكرياً، وهذا لن يحظى بتأييد كبير في الولايات المتحدة.

كما نقل التقرير عن الباحث الأمريكي، روبرت ساتلوف، قوله إن “ترامب
مخرب”، وهو انتهك الحكمة التقليدية من خلال اقتراحه المتعلق بـ”ريفييرا غزة”
وهو اقتراح يتم من خلال نقل نحو مليوني فلسطيني إلى العديد من المواقع حول العالم.

وتساءل ساتلوف عما إذا كان ترامب جاداً باقتراحه بشأن إمكانية إرسال قوات
أمريكية لتطبيق هذه الفكرة، مستبعداً أن يجد شركاء متحمسين سواء من الدول العربية الذين
سيطلب منهم استضافة الفلسطينيين، أو من جانب زملائه الأعضاء في مجلس الأمن الدولي الذين
سيطلب منهم التفويض للقيام بهذه الخطوة، حيث أن ترامب قد يجد المجموعتين تعرضان أفكارهما
الخاصة أو على استعداد لتعزيز التزاماتهما الخاصة التي يمكن أن تخفف الوضع في غزة.

وبحسب ساتلوف، فأن بعض هذه الدول قد يتجاوز تردده الطويل في إرسال قوات
أمنية خاصة بهم لتأمين النظام المدني في غزة خلال مرحلة إعادة الإعمار، كبديل عن استقبال
الفلسطينيين في بلادهم.

وتابع قائلا إنه “بقدر ما قد تبدو أفكار ترامب جريئة وربما مجنونة،
إلا أنه من المهم أن ننتظر ونرى أصداءها التالية، وما إذا كانت ستظهر بعض الخيارات
العملية الأخرى”.

ونقل التقرير عن البروفيسور في كلية الحقوق في الجامعة الأمريكية في واشنطن،
ديان أورينتليشر، قوله إن اقتراح ترامب بترحيل سكان غزة من منازلهم سيكون “انتهاكاً
للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، ويرقى إلى مستوى الجرائم الدولية”، وأن الخطوة
البناءة والتي تعزز الاستقرار والأكثر قانونية، هي أن “تساهم الولايات المتحدة
في إعادة إعمار غزة مع الفلسطينيين الذين يعيشون هناك ومن أجلهم”.

كما نقل التقرير عن مدير برنامج الشرق الأوسط في منظمة “هيومان رايتش
ووتش”، عمر شاكر، قوله إن الدمار الواسع في غزة ليس صدفة، وإنما يعكس سياسة إسرائيلية
مدروسة لجعل غزة غير صالحة للعيش وإجبار الفلسطينيين في غزة على الرحيل، مضيفاً أن
ترامب أدلى باقتراحه بينما كان يقف إلى جانب “مهندس هذه السياسة” (أي نتنياهو)،
وطرح فكرة تهجير الفلسطينيين قسراً و”الاستيلاء” على غزة.

وبحسب شاكر، فأن هذه المقترحات ترقى إلى “تصعيد مثير للقلق في التطهير
العرقي للشعب الفلسطيني، ويمثل فظاعة أخلاقية، وينقل الولايات المتحدة من التواطؤ في
جرائم الحرب إلى ارتكاب الفظائع بشكل مباشر”، مضيفاً أنه على الدول الأخرى التكاتف
لمنع حدوث ذلك.

ترجمة وكالة شفق نيوز

‫0 تعليق

اترك تعليقاً