2025-02-08T08:24:44+00:00
شفق نيوز/ رغم التطور التكنولوجي السريع في عالم الموسيقى، لا تزال أشرطة الكاسيت تحمل سحراً خاصاً يحيي الذكريات في نفوس الكثيرين.
فهذه الأشرطة، التي كانت يوماً الوسيلة المفضلة للاستماع إلى الأغاني والموسيقى، لا تزال تشكل جزءًا من تاريخ الشخصيات والعائلات، وتحمل في طياتها لحظات عاطفية ومواقف حياة كانت جزءًا من حقب زمنية مضت.
يقول تاجر الأشرطة، صباح السوداني، الذي يمتلك محلاً في بغداد منذ 45 عاماً، إن “الناس لا يزالون يقبلون على شراء أشرطة الكاسيت لما تحمله من ذكريات وأحاسيس، وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالأغاني التي كانت تصدح في تلك الفترة”.
وفي متجره الذي يضم أكثر من 250 ألف شريط كاسيت، يعرض السوداني أغاني عراقية وعربية وأجنبية، بالإضافة إلى أشرطة نادرة لفنانين مثل إبراهيم تاتليسس، مما يجذب الزبائن الذين يحنون إلى الماضي و يبحثون عن استعادة تلك الأوقات الثمينة.
ورغم التحول الكبير نحو الموسيقى الرقمية، يؤكد السوداني، لوكالة شفق نيوز، أنه لا يزال يبذل أقصى جهوده للحفاظ على أشرطة الكاسيت التي تمثل “الروح والمشاعر”، مشيراً إلى أن هذه الأشرطة توفر “فيضاً من الأصالة والشعور والحنين” لا توفره طرق الاستماع الحديثة من الهواتف المحمولة.
ويضيف السوداني، أن “استماعك إلى الموسيقى من شريط كاسيت يعيد إليك ذكريات العلاقات القديمة والأصدقاء والأوقات التي لا تنسى”.
ويستذكر السوداني ذكرياته في السبعينيات، حيث كان يتجول مع أصدقائه حاملين جهاز تشغيل الكاسيت، يستمعون إلى الأغاني في الشوارع.
ويضم متجره في بغداد، أشرطة لتلاوات القرآن الكريم الأصلية، مما يبرز تنوع اهتماماته في تقديم ما يرضي جميع الأذواق.
من ناحية أخرى، يشير السوداني إلى أن سوق أشرطة الكاسيت في بغداد قد تغير بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، حيث أصبح العديد من الأشخاص يقصدونه لشراء الأشرطة بدلاً من بيعها، خاصة بعد أن أصبح نشاطه التجاري حاضراً على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلى الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن أشرطة الكاسيت قد اندثرت تماماً، إلا أن الإقبال عليها ما يزال قوياً، لهذا، تظل الكاسيتات الصوتية شاهدة على زمن مضى، وتحمل بين نغماتها ذكريات وأحاسيس لا يمكن أن تحل محلها التكنولوجيا الحديثة.