“الشراكة والتوازن والتوافق”.. ثلاثية جوهرية طرحها ملتقى أربيل لمستقبل العراق

شارك هذه المقالة مع أصدقائك!

2025-02-04T14:01:10+00:00

شفق نيوز/
انطلقت في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كوردستان، يوم الثلاثاء، أعمال الملتقى
الحواري بين المكونين العربي والكوردي في العراق، بمشاركة نخبة واسعة من الشخصيات
السياسية والثقافية والاجتماعية.

وقال مراسل
وكالة شفق نيوز، إن “الملتقى تضمن مناقشات معمقة حول العلاقات بين الكورد
والعرب من مختلف الجوانب، وسط تأكيدات على ضرورة تعزيز الحوار للوصول إلى عقد وطني
جديد يرسخ أسس التعايش المشترك”.

 

الحوار هو الحل

وفي هذا السياق،
قال الباحث في الشأن السياسي حيدر البرزنجي لوكالة شفق نيوز، إنه “هذه ليست
المرة الأولى التي يُعقد فيها مثل هذا الملتقى، فقد سبق أن شهد العراق ملتقيات
مماثلة، كان أبرزها في العام 2016، إلا أن نتائجها كانت محدودة، لكن اليوم، تزايدت
الحاجة إلى الحوار أكثر من أي وقت مضى، لا سيما بعد عقد ملتقى مشابه في النجف
الأشرف، الذي كان له تأثير واضح”.

وأضاف البرزنجي،
“نحن في أربيل اليوم لإيماننا بأن الحوار هو سيد الأفكار، ولا بديل عنه،
فالمكونات العراقية أصيلة ومتجذرة، وقد نختلف سياسياً، لكن لا بد أن نتحاور
اجتماعياً، إنسانياً، وقومياً، وحتى سياسياً”، مبيناً أن “هذه النقاشات
الفكرية بين النخب الثقافية والسياسية ضرورية، لأنها تمنع تحول الخلافات السياسية
إلى صراعات قومية أو مجتمعية خطيرة”.

وأشار إلى أن
“الخلافات لا تزال قائمة بين مختلف الأطراف، سواء كانت كوردية – كوردية، أو
شيعية – شيعية، أو سنية – سنية، لكن طالما لم تصل إلى مرحلة التأزم، فإن الحوار
يبقى وسيلة فعالة لتخفيف التوترات وإيجاد حلول وسطية”.

 

العراق بحاجة
إلى “عقد وطني”

من جانبه، أكد
القيادي في الاتحاد الوطني الكوردستاني محمود خوشناو، في تصريح لوكالة شفق نيوز،
أن “الرئيس العراقي السابق برهم صالح، وكذلك زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم،
شددا في أكثر من مناسبة على أهمية التوصل إلى عقد وطني جديد في العراق”.

وأضاف خوشناو،
“يجب أن يبدأ الحوار الجاد بين المكونات العراقية، خاصة بعد استقرار الوضع
الأمني، فمنذ 2003 لم تكن هناك فرصة حقيقية للحوار الوطني بسبب الأزمات التي مر
بها البلد”، مستطرداً بالقول “نحن اليوم بحاجة إلى تجاوز الماضي الذي
كان مليئاً بالتحديات والمشكلات التاريخية التي أثرت سلباً على النسيج الاجتماعي
والسياسي”.

وأشار إلى أن
“هذه الأزمات انعكست على المشهد السياسي، وأدت إلى خلافات امتدت لعقود طويلة،
لذا، حان الوقت لأن نبدأ مرحلة جديدة من التفاهم والانسجام، حيث لا بديل عن الحوار
سوى المزيد من الحوار، وهذه الملتقيات تصب في هذا الاتجاه”.

 

الحوار أساس
الشراكة والتوازن

إلى ذلك، قال
المستشار القانوني في برلمان كوردستان، طارق جوهر، في حديثه لوكالة شفق نيوز، إن
“الملتقى يمثل خطوة إيجابية نحو تفاهم أعمق بين المكونين العربي والكوردي”.

وتابع جوهر،
“منذ تأسيس النظام الجمهوري الأول، كان العرب والكورد شركاء في هذا الوطن،
وهو استحقاق دستوري أعلنه الزعيم عبد الكريم قاسم، واليوم، نحن نعيش في ظل العراق
الديمقراطي الفيدرالي، مما يستدعي احترام الدستور كمرجعية لحل الخلافات بين مختلف
المكونات”.

وأضاف جوهر،
“على العرب والكورد احترام خصوصيات بعضهم البعض، وإدارة الدولة وفق مبادئ
الشراكة والتوافق والتوازن، لأن أي تجاوز لهذه الأسس سيؤدي إلى مصاعب وخلافات
كبيرة تضر بالبلاد”.

وأشار إلى أن
“بناء دولة المواطنة في العراق سيؤدي إلى إنهاء النزعات القومية، وسيساهم في
خلق بيئة مستقرة يتساوى فيها الجميع، كما أن هناك استحقاقات متبادلة يجب أن تلتزم
بها حكومتا بغداد وأربيل لضمان تحقيق العدالة والشراكة الحقيقية”.

وختم جوهر حديثه
بالقول “نأمل أن تستفيد النخب السياسية الحاكمة في بغداد وأربيل من مخرجات
هذه الندوات، وأن تتحول الأفكار المطروحة إلى إجراءات واقعية، بحيث يتم توظيفها في
صياغة القوانين والقرارات المصيرية التي تخدم مصلحة
العراق بجميع مكوناته”.

‫0 تعليق

اترك تعليقاً