2025-02-05T18:16:07+00:00
شفق نيوز/ شهد معرض بغداد الدولي بدورته الـ48 حضور 1000 شركة محلية ودولية تمثل 20 دولة، في هذه الدورة التي وصفت بـ”الاستثنائية”، والتي نظمت برعاية رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، للفترة من الأول وحتى السابع من شباط/ فبراير الجاري.
وأكد وزير التجارة أثير الغريري في كلمة افتتاح المعرض التي تابعتها وكالة شفق نيوز، أن الحكومة حققت الاكتفاء الذاتي من القمح وتبنت مشاريع إستراتيجية، فيما بين أن الوزارة سهلت الإجراءات أمام المستثمرين المحليين والأجانب، وأن الصادرات العراقية زادت بنسبة 400% خلال عامين مقارنة بالعام 2021، إلى جلب أكثر من 60 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي، منها مجمعات ومدن سكنية.
وأعرب الغريري، عن تطلعه ليكون المعرض منصة تلاقٍ تتجمع فيها الفرص والتفاهمات والعروض لتعزيز حركة التنمية في العراق.
وأكد، أن “المعيار الحقيقي للنجاح هو تفاعل المواطنين الإيجابي بما يقدمه الجهاز التنفيذي الخدمي إلى جانب الإصلاح الاقتصادي”.
ويشهد المعرض منذ افتتاحه إقبالاً جماهيرياً واسعاً، وخاصة في أجنحته الصناعية، والصناعات اليدوية المختلفة التي تظهر براعة الإتقان اليدوي في صناعة الخزف وغيره.
حشد كبير من المواطنين تجمع حول شاب يمني يعرض أحجاراً كريمة وخناجر يمنية ومسبحات.
ويقول قاسم عبد الله المرواني، صاحب قاعة العرض اليمني، “ثمة مشتركات بين العراق واليمن، إذ أن كلاً البلدين يرتبطان بحضارة عريقة”.
ويضيف في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن “مشاركتنا بالإرث اليمني تدخل ضمن نطاق حضارة وتجارب اليمن، فضلاً عن معرفتنا بإقبال العراقيين واهتمامهم بالأحجار الكريمة”.
وتعددت مشاركة الشركات الدولية في هذه المعرض، واللافت أن معظم الشركات العربية حاولت إظهار ما تتميز به بلدانها من صناعات تعكس الموروث، لتعطي بذلك طابعاً واضحاً في هذا المحفل الدولي عن حضارة وتراث تلك البلدان بوصف التراث يمثل رمزاً حيوياً لكل بلد.
وينطبق ذلك على الجناح السوري الذي رفع لافتات ترحيب باللهجة السورية لتؤكد حضور هذا البلد بكل قيمه وأعرافه في هذا المعرض.
“نوروتونا”، خطت على طبق سوري مزخرف وكتبت بأنامل سورية في واجهة الجناح السوري مع استقبال مصحوب بابتسامات ودودة لزوار المعرض.
وعلق هذا الطبق الذي يعكس التراث السوري القديم، إلى جانب العديد من تراثيات الشام القديمة التي يضمها الجناح.
ويقول مسؤول الجناح محمود ممدوح “مشاركتنا في معرض بغداد الدولي هي المرة الثالثة على التوالي”.
ويؤكد في حديث لوكالة شفق نيوز، أن “الفلكلور السوري يحظى باهتمام شرائح واسعة من المجتمع العراقي، وتجربتنا الماضية أثبتت نجاحنا في عرض الفلكلور وحقق العرض مبيعات كبيرة”.
ويشير محمود إلى أن مسلسل “باب الحارة بكل ما فيه من تراثيات ومواقف ما يزال عالقاً في أذهان العراقيين، ونحن حاولنا في هذا المعرض جلب الفلكلور السوري بكل تفاصيله إلى العراق، بما في ذلك المسبحات والزي السوري القديم والأواني الفخارية، وبعض الأدوات التراثية التي كانت سائدة في البلاد منذ سنوات بعيدة”.
ويتابع “منذ اليوم الأول وحتى الآن يلقى المعرض السوري إقبالاً كبيراً من المواطنين العراقيين”.
وبعكس التراث السوري عرض الجناح المصري الملابس والمحمصات والبهارات بمختلف أنواعها.
ويقول مصطفى حافظ، مشارك في المعرض المصري: “لاحظنا خلال مشاركتنا السابقة في المعرض أن العراقيين يبحثون عن المطيبات والبهارات والمكسرات ويقبلون عليها، ويتذوقون خلال تجوالهم في المعرض المطيبات التي تعرضها الشركات”.
ويؤكد حافظ في حديثه لوكالة شفق نيوز، أنه “في حال نجاح معروضاتنا من البهارات والمكسرات بهذه الدورة سنقوم بفتح وكالة لنا في بغداد”، مشيراً إلى أن “العراق أصبح بيئة خصبة للعمل والاستثمار، وهو ما يشجع الشركات العربية والعالمية على الاستثمار والعمل في العراق”.
وعرض الجناح الباكستاني تحفاً من الرخام الطبيعي، جذبت انتباه الحضور بجمالها وزخارفها.
ويؤكد عابد عبد الرحيم، وهو أحد المشاركين في المعرض، أن “جميع التحف المعروضة هي عمل يدوي قام به مجموعة من الطلاب في إسلام آباد”.
ويشير في حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أنه “لأجل مساعدة المواطنين العراقيين على اقتناء التحفيات الباكستانية، فقد ارتأينا خفض الأسعار بنسب معقولة ليتسنى لهم اقتنائها، والشركات الباكستانية سبق وأن شاركت بجميع المعارض الدولية التي تقام في بغداد والبصرة”.
ولم يخف المواطنين والسائحين إعجابهم بهذه الدورة من معرض بغداد الدولي الذي يشهد حضوراً مكثفاً، وقالت السائحة الفلسطينية لبنى الشقار (45 عاماً)، أن الشركات المشاركة قدمت معروضات جاذبة للغاية، لكن ارتفاع الأسعار والزحام الشديد حال دون التجول بجميع أجنحة المعرض، وتواصل في حديثها لوكالة شفق نيوز، أن المعرض سيستمر لأيام أخرى، وهذا ما يمكنني من زيارته مرة أخرى لشراء ما أراه مناسبا من المعروضات.
بدوره يقول المواطن أوميد عمار (35 عاماً)، إن “معرض بغداد لا يمثل نشاطاً تجارياً وحسب، بل هو نوع من التلاقح الثقافي والتواصل الإنساني عبر مشاركة العديد من الشركات العربية والعالمية”.
ويؤكد لوكالة شفق نيوز: “أحرص على حضور هذا المحفل الدولي لشراء ما أحتاج واطلع على ثقافة وتجارب الشعوب، وهذه ميزة مهمة يوفرها لنا معرض بغداد الدولي كل عام”.