شفق نيوز/ تستعد كربلاء أمنياً وخدمياً للبدء باستقبال الملايين من الزوّار الوافدين إلى المحافظة لإحياء زيارة ليلة النصف من شعبان في 16 شباط/فبراير الجاري، التي تعد من “الليالي العظيمة” عند المسلمين الشيعة.
وتمتاز محافظة كربلاء بالزيارات الدينية واستقبالها الملايين من الوافدين في كل مناسبة، وفيما يتوقع في الزيارة الشعبانية التي تحل بعد 9 أيام “زيادة أعداد الزائرين في ظل الوضع الأمن المستقر، لم تُخصص الحكومة الاتحادية أي مبالغ لهذه الزيارة، رغم أنها تحتاج إلى مبالغ كثيرة لإدارة الزيارة بصورة صحيحة وإنجاحها”، وفق نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء، محفوظ التميمي.
ويوضح التميمي لوكالة شفق نيوز أن “تقديم الخدمات للزائرين يتطلب مساندة من الوزارات المختلفة، وكذلك إلى مبالغ مالية لتوفير كل ما يحتاجه الزائر خلال فترة إقامته في المحافظة، لذلك هناك حاجة إلى الأموال، لكن لم تصل أي مبالغ من الحكومة الاتحادية لدعم هذه الزيارة حتى الآن”.
ويبين، أن “الحكومة المحلية والدوائر الأمنية والخدمية والعتبات المقدسة ومواكب أهالي كربلاء رغم الخبرة التي يمتلكونها في إدارة ملف الزيارة على المستوى الأمني والخدمي، لكن تبقى هناك حاجة كبيرة إلى دعم الحكومة الاتحادية، خاصة فيما يخص الواردات”.
وعن ملف نصب الكاميرات الذكية، يقول التميمي، إن “كربلاء شهدت نصب 1015 كاميرا ذكية في المرحلتين الأولى والثانية من هذا المشروع، بالإضافة إلى نصب مجموعة من الرادارات الثابتة والمتحركة لرصد المخالفات المرورية”.
ويؤكد، أن “هذه الكاميرات أسهمت في خفض الجرائم والمخالفات بصورة كبيرة، وحققت حالة الردع لدى المخالفين، لذلك سيكون هناك مرحلة ثالثة لزيادة أعداد الكاميرات وتغطية المناطق التي لم تشملها سابقاً”.
والاثنين الماضي، أعلن وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، تأمين الاحتياجات الأمنية كافة في كربلاء لزيارة النصف من شعبان، وبينما تؤكد قيادة شرطة المحافظة تنفيذ عمليات استباقية واسعة لتأمين الزيارة، كشف محافظ كربلاء نصيف الخطابي، أن خطة الزيارة لا تتضمن أي قطوعات.
ويؤكد عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة كربلاء، زهير شهيد الفتلاوي، أن “الاستعدادات الأمنية تجري على قدم وساق، ونفذت قيادة شرطة كربلاء عمليات استباقية وتفتيش البساتين على المحور الشمالي للمحافظة”.
ويشير الفتلاوي خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن “كربلاء تشهد زيارات مليونية متعددة، ومنها زيارة النصف من شعبان، التي يأتي إليها ملايين الوافدين من محافظات الجنوب والوسط وحتى من إقليم كوردستان، في وقت هناك حاجة إلى تخصيصات إضافية للمحافظة”.
ويوضح، أن “كربلاء تحتاج إلى تنفيذ دوارات المدينة الأربعة، حيث إن المُنفّذ منها يبلغ النصف فقط، لذلك هناك حاجة إلى مشاريع فك اختناقات ومجسرات ومترو وسط المدينة لاستيعاب الزائرين”.
من جهتها، تقول عضو مجلس محافظة كربلاء، ماجدة العرداوي، إن “هناك استعدادات طبية وخدمية في المحافظة، وكل الجهات المعنية أكملت استعداداتها للزيارة، فيما ستتولى القوات الأمنية مسك القواطع الشرقية والشمالية خارج المحافظة”.
وتبين العرداوي خلال حديثها لوكالة شفق نيوز، إلى أن “كربلاء شهدت مؤخراً تفعيل منظومة الكاميرات الذكية لرصد المخالفات وسرعة الاستجابة للجرائم واعتقال المطلوبين بوقت قياسي، كما تم فرض نصب الكاميرات على جميع المحال التجارية لتتبع حركة المطلوبين”.
وتتابع، أن “نصب الكاميرات الذكية ساهم بخفض نسبة الجريمة في المحافظة إلى أكثر من النصف، كما أن بعض المواطنين بدأ بالالتزام بالقوانين المرورية نتيجة شعورهم بالمراقبة، وبالتالي انخفضت المخالفات أيضاً”.
وفيما يخص التغطية الإعلامية لهذه الزيارة المليونية، أعلن رئيس فرع نقابة الصحفيين في كربلاء، حسين الشمري، عن الاستعداد لعقد مؤتمر للصحفيين قبيل الزيارة لمناقشة تغطية هذه المناسبة واحتياجات الصحفيين المطلوب توفيرها لتسهيل عملهم.
ويؤكد الشمري لوكالة شفق نيوز، “وجود تنسيق وتعاون مشترك مع العتبات المقدسة وإعلام المحافظة ومجلس المحافظة وقيادتي العمليات والشرطة لتسهيل عمل الصحفيين سواء من داخل أو خارج المحافظة”.
يذكر أن قيادة شرطة محافظة كربلاء أعلنت في 4 شباط/فبراير الجاري، عن تنفيذ عملية استباقية واسعة شملت المحور الشمالي للمحافظة لتأمين الزيارة الشعبانية.
وبحسب بيان للقيادة ورد لوكالة شفق نيوز، فإن “العملية تضمنت تفتيش البساتين والطرق النيسمية والفرعية في مناطق شمال المحافظة، ونصب سيطرات مؤقتة، إلى جانب إجراء مسح ميداني للمناطق وتفتيش الدور والهياكل المتروكة، وتنفيذ مذكرات قبض بحق المطلوبين، حيث أثمرت العملية عن إلقاء القبض على أشخاص مشتبه بهم وضبط أسلحة غير مرخصة”.
يأتي هذا قبل يوم من إعلان وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، في 3 شباط/فبراير الجاري، تأمين الاحتياجات الأمنية كافة في محافظة كربلاء لزيارة النصف من شعبان.
وقال الشمري في مؤتمر صحفي عقده مع الحكومة المحلية والقيادات الأمنية في كربلاء، إن “الخطة الأمنية والخدمية الخاصة بتأمين زيارة النصف من شعبان نوقشت بكل تفاصيلها، وتم تلبية الاحتياجات كافة لقيادات عمليات كربلاء من القطعات المقاتلة لحماية الطرق وحماية مناطق إطلاق النيران غير المباشرة، وكذلك قطعات الدفاع الجوي وغيرها”.
وفي المؤتمر نفسه، أعلن محافظ كربلاء، نصيف الخطابي، أن خطة زيارة النصف من شعبان لا تتضمن أي قطوعات بالمطلق، وهناك انسيابية ومرونة كبيرة مع جهد استخباري وأمني عاليين، مشيراً إلى إعداد خطط خدمية وصحية خاصة بالزائرين.
ولفت الخطابي، إلى أن “جزءاً من المشاريع الخدمية التي أطلقها رئيس الوزراء خلال الزيارة الأربعينية بدأنا العمل بها بشكل مباشر، حيث إن بعضها ستكون نافذة في زيارة النصف من شعبان ويستطيع الزائرون استخدامها”.
ومن ضمن الاستعدادات الأمنية الأخرى لتأمين الزيارة، أجرى رئيس أركان الجيش العراقي، الفريق الأول الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في 4 شباط/فبراير الجاري، زيارة لقاطع قيادة عمليات كربلاء لمتابعة الخطة الأمنية الخاصة بالزيارة.
وعقَد يار الله اجتماعاً أمنياً موسعاً ضم القيادات العسكرية وممثلي الأجهزة الأمنية والوكالات الاستخبارية وممثلي هيئة الحشد الشعبي في المحافظة.
وذكر بيان لوزارة الدفاع ورد لوكالة شفق نيوز، أن “يار الله استمع الى إيجاز بشأن الوضع الأمني وتوزيع المحاور والموقف الاستخباري الخاص بتأمين زيارة النصف من شعبان، وتوفير أقصى درجات الحماية للزائرين الوافدين إلى المحافظة”.
وأثنى رئيس أركان الجيش على التعاون والتنسيق المشترك مع الدوائر الخدمية، واستنفار الإمكانات والطاقات كافة من أجل توفير الخدمات الضرورية للزائرين، وفق البيان.
ويحيي المسلمون الشيعة ليلة الـ15 من شهر شعبان من كل عام بمناسبة ولادة الإمام المهدي الثاني عشر لدى الشيعة الإمامية، حيث يتوجهون إلى مرقد الإمام الحسين في محافظة كربلاء.